بوشعيب هارة –
نجحت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي الشلالات، التابع لسرية المحمدية، زوال الإثنين 17 فبراير، في توقيف ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 22 و35 سنة، يشتبه في تورطهم في قضية اختطاف واحتجاز مقرون بطلب فدية.
انطلقت العملية الأمنية عقب تقدم سيدة من تجزئة الصفا بجماعة الشلالات ببلاغ إلى مصالح الدرك الملكي، تفيد فيه باختطاف زوجها في وضح النهار، بالقرب من منزله، على يد مجهولين كانوا على متن سيارة سوداء من نوع “سيتروين”. استقبل قائد المركز، عبد الله يعيش، المبلّغة واستمع بإمعان إلى تفاصيل الواقعة، حيث كشفت عن تلقيها اتصالًا من مجهول يطالب بمبلغ مالي كبير مقابل إطلاق سراح زوجها.
وفي تطور خطير، توجهت ابنة المختطف رفقة زوجها إلى المكان المحدد لدفع الفدية، والتي قُدرت بأكثر من مليون سنتيم، ليتم احتجازها هي الأخرى في منطقة نائية بالقرب من دوار أولاد مالك، التابع لجماعة عين حرودة، بينما تم الإفراج عن الزوج الذي أبلغ والدة الضحية بأن العصابة تطالب بمبلغ إضافي لإطلاق سراح الأب وابنته.
بتنسيق مشترك بين مصالح الدرك الملكي بالشلالات ونظيرتها بعين حرودة، تم تشكيل فريق أمني محترف، وضع خطة دقيقة لاستدراج الخاطفين. جرى التنسيق مع زوج الابنة المحتجزة، وتتبع تحركاته عن كثب أثناء توجهه لتسليم الفدية، مما مكّن العناصر الأمنية من محاصرة المشتبه فيهم في اللحظة المناسبة، وإلقاء القبض عليهم دون إلحاق أي ضرر بالمحتجزين.
أسفرت العملية الأمنية الناجحة عن تحرير المختطفين، وحجز السيارة المستعملة في الجريمة. وبأمر من النيابة العامة المختصة، تم وضع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية، مع فتح تحقيق معمق للكشف عن جميع ملابسات القضية ودوافعها.
لقي التدخل الأمني السريع استحسان ساكنة المنطقة والمجتمع المدني، الذين أشادوا بفعالية عناصر الدرك الملكي بالشلالات، وسرعة تحركهم لوضع حد لنشاط العصابة. كما برزت في العملية كفاءة قائد المركز، عبد الله يعيش، الذي سبق له العمل ضمن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للدرك الملكي بثكنة خشمان بالرباط، حيث قاد عمليات معقدة استهدفت مجرمين خطرين، ما انعكس إيجابًا على أدائه في المنطقة منذ تعيينه.
تشير التحقيقات الأولية إلى أن الاختطاف قد يكون مرتبطًا بعملية نصب، حيث يُشتبه في أن الضحية أوهم المختطفين بتهجيرهم بطريقة غير قانونية مقابل مبالغ مالية، لكنه لم يفِ بوعده، مما دفعهم إلى احتجازه في محاولة لاستعادة أموالهم.