خالد بن تبات –
في ندوة 6 من فبراير 2019، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للسينما في نسخته الثانية، و التي اشتغلت على مقاربة سوسيو-ثقافية بتيمتين قويتين ألا و هما: ” الهجرة ” و ” السينما”؛ أطرتها فاطمة غباري بوفاطمة؛ باحثة في سوسيولوجيا الهجرة الدولية و المصطفى الخطاط باحث و فاعل جمعوي. حاولنا تقريب مفهوم الهجرة كظاهرة كونية عرفتها كل الشعوب على مر التاريخ. و هي في معجم الجغرافيين و الإحصائيين؛ حركة تراقصية أو موسمية أو اعتيادية على المستوى المجالي ما ينعت بالهجرة الداخلية و هو ما عرفه الفقيه بن صالح بعد اكتشاف الماء سنة 1929 حيث أصبح الإقليم بجهته منطقة جاذبة لليد العاملة من الأقاليم المتاخمة و المجاورة. لكن هيمنة المكننة مع دخول المعمر الفرنسي جعل المدينة تعرف التشبع السكاني فأصبحت طاردة لسواعدها الشابة نحو هجرة دولية و تحديدا إلى إيطاليا بمعايير شرعية و قانونية. و تعود أسباب الظاهرة في كل جهات المغرب إلى دوافع اقتصادية محضة إلا أننا في بحثنا الأكاديمي بالفقيه بن صالح تعرف الهجرة بسيمتها الثقافية؛ حيث أن المدينة سميت من طرف الباحث السوسيولوجي ” بريفول” ب”كاليفورنيا المغرب” من أغنى المناطق الفلاحية بالمغرب إلا أنها تبقى “بوؤرة للهجرة الدولية” و في الشق الثاني لموضوعنا رصدنا بعض الأفلام الدولية التي تناولت الهجرة كتيمة للطرح و التداول و ذلك من خلال المعيقات الكثيرة التي يعيشها المهاجر المغربي في المجتمع المضيف أو مج الاستقبال و ذلك للمستوى الدراسي المتدني و الذي يجعله خارج المجتمع الأوربي لم يستطع الاندماج الاجتماعي او الثقافي و بالتالي لم يستطع نقل التيكنولوجيا الحديثة إلى وطنه الأم. و حاولنا تدارس و تحليل بعض الأفلام التي اشتغلت على الهجرة السرية و مآسيها و تطرقنا إلى أسبابها و كيفية الحد منها و اقتراح مخططات وطنية رصينة لاستقرار الشباب و تشجيعهم على البقاء من خلال ترسيخ قيم المواطنة الحقة في نفوس المتعلمين منذ صغرهم و ضرورة انخراط الدولة بكل مكوناتها على تبني مشاريع لفائدة الشباب و حثهم على الاستقرار ببلدهم الأم.
عذراً التعليقات مغلقة