د . محمد الوادي –
إن الألوان والظلال والأنوار والمساحات والمسافات …تشكل آليات إجرائية عمـــــلية وسحرية ليس فقط لتشكيل رؤية الفنان، بل أيضا لشحد مخيلته، ورؤاه، ووجدانــــه، وروحه، وأحاسيسه.. لتمكنه من التصالح مع ذاته، والتفاعل مع محيطه. وبذلك تكون هذه الآليات مدخلا سلسا لتنمية مداركه، وكفاءاته، وقدراته الابتكارية.
فمن تكون حنان طيطان؟
الفنانة حنان طيطان من مواليد مدينة آسفي. تابعت دراستها بها. حاصلة على الإجازة بالدراسات العربية، وتتابع دراستها بشعبة الجغرافيا. ولدت بأسرة تحب الفن. درست الفن بالمرحلة الإعدادية، فتميزت بحصولها على أعلى النقط في مادة الفنون التشكيلية مما شجعها على المضي في تطوير تجربتها التشكيلية.
تجربتها الإبداعية:
شاركت في العديد من المعارض والملتقيات الوطنية والدولية، وحازت على العديد من الشواهد التقديرية، وتم تكريمها، مؤخرا، بمدينة كلميم في الملتقى الوطني “باب الصحراء لإبداعات الشباب” الذي نظمه جمعية المبدعين الشباب بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة. ومن المعارض التي شاركت فيها يمكن أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر: المعرض الوطني للفنون التشكيلية والخط العربي والحروفيات الذي نظمته النقابة المغربية للفنون التشكيلية بالمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء سنة 2018، ومعرض تناغم المنظم في إطار ليلة الأروقة من طرف جمعية بصمات للفنون الجميلة بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة الدار البيضاء سطات بدارالثقافة المدينة القديمة 2017، والملتقى العالمي روح الفنون تنادي العالم المنظم من طرف جمعية دار الفنون بآسفي 2016، والمشاركة في ربيع المغرب التشكيلي في دورته 17 الذي نظمته جمعية أكادير للفنون التشكيلية 2018 وانطلاقا من هذه المشاركات والاحتكاكات فقد راكمت الفنانة تجربة بصمت خطها الفني، وأكسبتها أسلوبها الخاص بها. تشتغل، في أعمالها، على الفن التشخيصي موظفة الأشكال والألوان والتقنيات بأسلوب عصري حداثي كوسيلة للتعبيرعما يخالج نفسها مما يكسب اللوحة دلالات عميقة، وظلال متناسقة، وهو ما يجعل المتلقي يستوعب خطاب الفنانة، وفي نفس الوقت ما تعج به لوحاتها من إيحاءات وإشارات رمزية التي بها ترقى التجربة إلى مستوى يخاطب البصر والبصيرة على حد سواء.
يمكن القول، من خلال تتبع مسيرة حنان طيطان الصباغية، أنها مرت بثلاث مراحل اساسية :
– المرحلة الأولى: مرحلة البدايات التي انحازت فيها إلى رسم الوجوه ( البورتريهات ) معتمدة على الرسم بقلم الرصاص.
– المرحلة الثانية: الرسم بالصباغة ورسم الواقعية حيث استفاذت من ورشات أسبوعية مع فنانين، الأمر الذي ساهم في تعرفها على تقنيات الرسم بأنواع كثيرة من الصباغات وكذلك النحت على الخشب والطين.
– المرحلة الثالثة: مرحلة الرسم السريالي، وهي المرحلة التي كانت فيها أكثر حرية في التعبير، بالألوان والتركيبات الغريبة للأجسام والأشياء غير مرتبطة ببعضها البعض، عن الأفكار اللاشعورية لخلق إحساس بعدم الواقعية بالإعتماد على اللاشعور، فكان هذا الفن هو الملاذ الوحيد لديها من أجل الهروب من العالم الواقعي بالتعبير عما يخالج صدرها بتحويل الأحداث والوقائع التي تعيشها إلى لوحات فنية سريالية.
عذراً التعليقات مغلقة