سارة عزوز –
أصبحت واجهات المكتبات تعج بالكتب,في شتى المجالات,وأصبح من السهل جدا الحصول على المعلومة بأدق تفاصيلها في وقت وجيز, فبمجرد أن تكتب ما أنت بصدد البحث عنه وتضغط محرك ” غوغل” حتى تجد الجواب على سؤالك جاهزا, إن الأمر اليوم أصبح بهذه السهولة. ولكن بين هذا الكم الهائل من المعارف التي تضاف كل يوم إلى القائمة,أي الكتابات تلك التي تستحق أن تقرأ, من تلك التي لاتعد إلا مجرد فتات للمعرفة.
إن معظم الكتب التي يعاد طبعها إلى يومنا هذا ,هي لكتاب عاشوا الاضطهاد بسبب أفكارهم الجريئة ,التي تترجم واقعهم المعاش ,أولائك هم المبدعون ذوو الرأي الحر والكلمة الصادقة ,الذي لم يستطع ضجيج التطبيل والتطريز أن يكون له أثر فيهم, هؤلاء هم الذين تطاردهم سيوف الإرهاب ولا تدع أفكارهم وأراءهم تأخذ طريقها, خشية إيقاظ القارئ من سباته , نعم فبالرغم مما نراه اليوم من فوضى الكتابة في عصرنا هذا , إلا أن فعل الكتابة في الحقيقة أصبح أمرا خطيرا جدا, وقلة هم الكتاب الذين يجرؤون على نزع ذلك الرداء المرصع بالأكاذيب, الذي يخفي حقيقة الواقع, وبيان المجتمع كما هو بوجهه الشاحب وزواياه المظلمة , والغوص في أهم مشكلاته والنبش عن نقط الضعف فيه, هؤلاء المبدعون هم الذين يبقى صدى صوتهم مسموعا بين ثنايا الكتب,ولكن ما الفائدة من أن يذكرهم التاريخ فيما بعد وقد عاشوا بيننا عيشة الأموات,والمنافقون الذين عبث كتاباتهم تطفح به أنهار الصحف والمجلات, وتلفظه المطابع على شكل كتيب أو كتيبات, هؤلاء الذين يتهاونون بقدسية الحرف , يسعون وراء تحقيق مصالحهم الشخصية،بالتقرب من ذوي الجاه والنفوذ، وتخصيص كتب بعينها لمدحهم، متناسين بذلك مبادئ الكتابة، وأخلاقيات الكاتب الحق، , يقولون ما يرضي ذوي النعم , ولا يبالون بالأثار السيئة التي تنعكس على نفوس الناس من جراء ما يأتون به من أضاليل وأباطيل وأكاذيب يصدقونها, وقد يصدقها السذج من الناس , لكنها مرفوضة من قبل ذوي الأفكار الحرة , ومرفوضة من قبل ذوي الضمائر الحية, ومرفوضة من قبل الواعين الذين يدركون معنى الكلمة. هؤلاء المنافقون الذين يعيشون على فتات الموائد ولكنهم يموتون ويموت معهم نفاقهم , ولا يبقى لهم أي أثر بعدما تنصب عليهم لعنة الحق والحرية.
عزيزي القارئ اغتنم كل لحظة في حياتك، في سبيل العلم والمعرفة، إقرأ للعظماء للذين صنعوا مصيرهم بأنفسهم، ولا تؤنن بمقولة الإنسان مجرد وسيلة لتقدم التاريخ، إقرأ لتثقيف نفسك وأهم شيء لإنقاذ نفسك من أفكار وإديولوجيات القطيع الخائف، وليكن سلاحك هو عقلك.
الكاتب .. والكتابة

عذراً التعليقات مغلقة