الحسن ولدالمسكين / رئيس التحرير
عرفت الساحة الوطنية مؤخرا جدل كبير حول الدراسة والكتب المدرسية واللغة العربية ، وانكب كل من ينتمي لبؤرة التنشئة الاجتماعية لمحاولة فك لغز هذا الطلسم المبتكر في حين انه لدينا بعبع كبير ظهر منذ سنين وخيب امال المجتمع ككل في التفكير والتطوير والتقدم ،فأصبحنا نراه وهو يتقدم بخطى تابثة ، ان لم نقل بانه قد استفحل عندنا وتقدم بطلب الاقامة من مدارسنا .
هل عرفتم من يكون ؟
انه الإدمان على تعاطي المخدرات الافة الاكثر انتشارا في مدارسنا والمعضلة المدمرة والمسكوت عنها ،انه من جعل طالب العلم اليوم متعاطيا ومروّجا ، بل انه من حول مدارسنا إلى ملحقة للشارع تستمدّ منه الآفات والأمراض الاجتماعية ، وكلّ هذا يقودنا إلى التساؤل:
أين الخلل ؟ ومن المسؤول عن الحل ؟؟؟
فبعد أن تربعت قضايا تعاطي الإدمان على المخدرات والمتاجرة فيها على طاولات المحاكم بعد تفشّيها في المجتمع، ها هي اليوم تدخل مدارسنا ومن الباب الاكبر وتطيح بمن يفترض أنهم طلبة علم،فبعد أن كان خوف الأولياء والأولياء على أبنائهم من الشارع ورفقاء السوء انقلبت المعادلة اليوم وأصبح خوفهم من المحيط المدرسي أكبر، من بعد ما أن أصبح التلميذ إما متعاطيا أو ومروجا أوهما معا، وتحولت بعض المدارس” الابتدائية والثانوية والثانوية التاهيلية ” ناهيك عن الجامعات والمعاهد الخاصة إلى مسارح للجريمة والانحراف وأسواق للمتاجرة بالمخدرات ، ورغم استفحال وتفشي هذه الافة بشكل ملفت للنظر مع الحديث العلني عنها من جل الاطراف ،إلا أنه لم تعط لها الأهمية اللازمة بعد، ولازلنا نسمع عن تجاوزات خطيرة في هذا الإطار أمام مرأى ومسمع أفراد المؤسسات التربوية والجهات المعنية ، وهوالأمرالذي يزيد من استفحال الظاهرة.
فالمخدرات بمثابة الأرضية المهيئة لكل أنواع الجرائم والانحرافات الأخرى، حيث يمكن أن تقود متعاطيها وبكل بساطة إلى السرقة، الاعتداء، وغيرها من الأمراض الاجتماعية الأخرى.
ومن هنا اطرح السؤال واسطر عليه مع وضع 3 علامات استفهام .
.. من المسؤول ؟؟؟
لاجيب حسب رأيي ورأي بعض الأخصائيين الذين انبثوا بان انسياق الأطفال أو الشباب المتمدرس نحو عالم المخدرات يرجع إلى :
- انعدام الاتصال بين الأولياء وأبنائهم بالدرجة الأولى
- التفكك الأسري من طلاق أو انفصال أو موت أحد الوالدين والمعاملة السيئة للطرف الاخر
- التسرب المدرسي
- الحرمان العاطفي والمتغيرات الاجتماعية مثل عمل المرأة الذي يلعب دورا جد هام في انحراف الأطفال ناهيك
- هشاشة وضعف المنظومة التربوية ونقص أداء أفرادها.
- انعدام او قلة الانشطة المدرسية
- عدم تحرك او انعدام الكفاءة التربوية والجمعوية لدى اسر جمعيات الاباء والاولياء ،ان لم نقل انعدام تواجدهم بالمؤسات .
- السماح بانتاج المخدر من الجهات المختصة وببيعه
وفي دراسة خاصة بالمؤسسات التربوية خلصنا إلى أن أغلب المدمنين على استعمال الحبوب المهلوسة والقنب الهندي والكوكايين مع الخمور.. هم من الذكور بنسبة اكبر من الاناث اللواتي لم يسلمن من هذه الافة ، مما يستدعي تدخلا جادا وعاجلا للجهات المسؤولة قصد وضع حد لتفاقم هذه الظاهرة التي أضحت تنخر المؤسسات التربوية التي هي عماد مجتمعنا .
ومن باب المسؤولية الوطنية والاعلامية فإنا ندعوا من هذا المنبر الى ضرورة دعم المؤسسات التربوية والجامعية بمختصّين في علم النفس والاجتماع والدين لمتابعة التلاميذ والطلاب وإرشادهم ، مع إشراكهم في نشاطات تحسيسية وإخضاعهم للمتابعة بشتى انواعها مع حراسة ومراقبة امنية سرية .
عذراً التعليقات مغلقة