تملالت – الحسن اليوسفي
يشكل المهرجان الربيعي لجماعة عكرمة قيادة رأس العين إقليم الرحامنة جهة مراكش آسفي مناسبة لإحياء التراث الجماعي، وترسيخه في ذاكرة الأجيال الصاعدة، وتجمع هذه التظاهرة الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية، التي تنظم على مدى ثلاثة أيام ابتداء من 12 إلى 14 أبريل 2019 في نسختها السادسة تحت شعار، “مهرجان جماعة عكرمة الرحامنة إرث وثقافة أجيال“، بمبادرة من جماعة عكرمة الرحامنة، وجمعية المضير للتنمية الإجتماعية، وتتميز هذه الدورة بمشاركة عدد كبير من فرسان فن التبوريدة، فضلا عن وجود مجموعة من العارضين للمنتوجات الفلاحية من مختلف مناطق المغرب، من أجل إبراز التنوع الفني والتجاري والثقافي المغربي، كما تعتبر هذه التظاهرة السنوية التي تهدف إلى تنمية المنطقة والتعريف بمؤهلاتها، مناسبة احتفالية عريقة لكونها جزء لا يتجزأ من التراث المغربي الأصيل، الذي ارتبط في أدهان المتفرج والزوار بتقاليد وعادات ساكنة منطقة الرحامنة.
وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية المضير للتنمية الإجتماعية السيد أحمد لعطاعطة في تصريح لجريدة المغرب الحر، أن المهرجان الربيعي لجماعة عكرمة يبقى النواة الأساسية للمساهمة في إعطاء منطقة الرحامنة إشعاعا قويا على المستويين الإقليمي والوطني، مبرزا أن هذا الموعد السنوي أصبح يتسم أيضا بجانب اجتماعي وإنساني، عبر القيام بمبادرات اجتماعية تتمثل في تنظيم حفل إعذار جماعي لفائدة أطفال ينحدرون من أسر معوزة، وزيارات تآزرية للعائلات فيما بينهم، كما نوه أيضا بالمسار الطويل الذي قطعه المهرجان الربيعي لجماعة عكرمة في مجالات التنظيم، والإبداع الذي سلكته مجموعة من الطاقات الحية التي تختزنها قبائل الإقليم، لجعل هذا الفضاء قبلة للثقافة والرياضة والتجارة بكل ألوانه، ووجهة سياحية للزوار الأجانب من داخل المغرب وخارجه.
ومن جهته، قال رئيس جماعة عكرمة السيد ميلود المعناوي أن المهرجان الربيعي لهذه السنة، سيحضى بمشاركة أزيد من 500 فرس وفارس من الإقليم، فضلا عن قبائل المجاورة، مشيرا إلى أن فضاء المهرجان أضحى عبارة عن ملتقى تجاري ومناسبة لتعميق التواصل الاجتماعي، وتبادل الخبرات والتجارب، وكذا التبادل التجاري بين ساكنة المنطقة والإقليم والجهة، كما أشار إلى أن الأغاني والمواويل والصيحات التي ترافق عروض التبوريدة، تعبر عن مواقف بطولية، وهي تمجد البارود والبندقية التي تشكل جزء هاما من العرض الذي يقدمه الفرسان، خاصة عندما ينتهي العرض بطلقة واحدة مدوية تكون مسبوقة بحصص تدريبية، يتم خلالها ترويض الخيول على طريقة دخول الميدان، وأيضا تحديد درجة تحكم الفارس في الجواد، مما يؤكد أن فن التبوريدة يرمز إلى شهامة وشجاعة المواطن المغربي، وعلاقته المتميزة بالفرس، مشيرا إلى أنه عبر مختلف محطات التاريخ، كان للفارس المغربي دور أساسي في مقاومة الاستعمار الأجنبي وإجلائه عن أرضه، حيث كانت قبائل إقليم الرحامنة من القبائل الأولى التي حافظت على هذا الإرث، حرصا منها على العناية بتاريخها الحافل في مقاومة المستعمر، والدفاع عن الوطن ومقدسات الأمة.
وعلى هذا الأساس، يرتقب أن يتفاعل الزوار وعموم سكان المنطقة والإقليم والجهة مع الدورة السادسة للمهرجان الربيعي لجماعة عكرمة الرحامنة، بالنظر لبرنامجها الذي سهر عليه المنظمون لجعله متنوعا ومتكاملا، يتناغم فيه الجانب الثقافي والعلمي بالاقتصادي التضامني، والفني والرياضي، من خلال مجموعة من الأوراش الاجتماعية المتعددة، والأنشطة والفقرات الثقافية، والرياضية والترفيهية، ومعارض للمنتوجات المحلية، وفضاءات تجارية، إلى جانب مفاجئات أخرى متنوعة تجمع بين الإفادة والفرجة.

عذراً التعليقات مغلقة