تملالت – الحسن اليوسفي
تصاعدت أزمة نقص المياه بشكل كبير في عدد من مناطق إقليم قلعة السراغنة، رغم تأكيد المسؤولين على سعيهم الجاد لحل الأزمة، مما جعل العديد من المواطنين يعيشون معاناة انقطاع الماء المتكررة، والأكيد أن هذا ينذر بصيف ساخن، خاصة وأن الحركات الاحتجاجية تبرز من وقت لأخر بهذا الإقليم.
لقد عاشت مدينة تملالت خلال السنة الماضية، مسيرات ووقفات احتجاجية بسبب انقطاع المياه الصالحة للشرب، الوضع الذي فرض على السكان الاعتماد على أنفسهم بعض الأحيان في توفير هذه المادة الحيوية بجلبها من السواقي، أو شرائها من أصحاب المحلات التجارية، أزمة انقطاع الماء التي تجثم على ساكنة مدينة تملالت، ضاعفت من عطش سكانها خصوصا في شهر رمضان وفصل الصيف، حيث تعرف هذه المنطقة ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، الأمر الذي دفع بساكنة المنطقة، وفعاليات المجتمع المدني، وبعض المنتخبين، يومه الاثنين 03 يونيو 2019 ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا، إلى الاحتجاج في الشوارع والأحياء، وأمام مقر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، الذي اتهمه المتضررون بالتهاون والتسبب لهم في معاناة إضافية على معاناتهم المستمرة مع الفواتير الشهرية الباهضة، نظير استهلاكهم للماء، كما احتجت الساكنة أيضا أمام المجلس الجماعي لتملالت من أجل إيصال صوتهم إلى السلطات المحلية قصد تدارك المشكل. وقد تزامنت الوقفة الاحتجاجية مع انعقاد دورة المجلس لشهر يونيو.
وفي هذا السياق، وحسب التصريح الذي أدلى به أحد أفراد الساكنة المتضررة، حيث قال بأن فصل الصيف على الأبواب، والإجراءات المتخذة من قبل الجهات المسؤولة لحل أزمة الماء بالمنطقة ضعيفة جدا، رغم الاحتجاجات التي عرفتها مدينة تملالت إقليم قلعة السراغنة مؤخرا، متسائلا باستغراب، ” ما معنى أن يتجدد مشكل الماء الصالح للشرب في كل فصل صيف دون معالجة الإشكال ؟ “، مشيرا إلى أن مشكل الماء مطروح منذ السنة الماضية، لكن يتضاعف مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في فصل الصيف، هذا ما يجعل أزمة الماء الصالح للشرب لا تزال قائمة ومتواصلة، الأمر الذي جعل الساكنة تقوم بتنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية رغم عددهم القليل، الذي يدعوا إلى الاستغراب والتساؤل، في سبب عدم مشاركة الجميع في الوقفة المطلبية السلمية مثل باقي السكان؟.
ومن جهة أخرى، وحسب تصريح المحتجين، تساءل عدد كبير من المتضررين عن النهج السياسي الغير المتوقع والمرفوض رفضا باتا، الذي شهدته الوقفة الاحتجاجية داخل المجلس الجماعي لمدينة تملالت من طرف بعض المشاركين، رغم أن الهدف المنشود من الاحتجاج، هو إيصال صرختهم إلى السلطات المعنية للتدخل العاجل لمعالجة المشكل.
وفي هذا الصدد، ومن أجل التوصل لحل المشكل وضمان تزويد المنطقة بالماء الكافي، احتضن مقر المجلس الجماعي تملالت على الساعة الواحدة بعد الظهر في نفس اليوم، اجتماعا طارئا لدراسة مشكل النقص الحاد في الماء الصالح للشرب، بحضور كل من رئيس المجلس البلدي السيد جمال كنيون، والسيد محمد الهلوس باشا مدينة تملالت، والسيد قائد باشوية تملالت، والسيد محمد العلامي ممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتملالت، والسيد وارد عبد الرحيم ممثل المكتب و.م.ك قطاع الماء قلعة السراغنة، وممثلي المحتجين كل من السادة، رشيد أيت ريالة، حمزة العماري، رشيد الدريوش، نوفل بن حادة، عماد مزوز، جمال كولثين، أمين لكراوي، خالد خبا، الحسين الخرواعي، وعدد من أعضاء المجلس البلدي.
وبعد التحاور وإبداء الرأي، تم ربط الإتصال مباشرة بالسيد المدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب عبر مكبر الصوت هاتفيا، حيث قدم التوضيحات والتعهدات التالية،
1 – بالنسبة للمناطق من التجزئات التي تعاني من انعدام الماء بالطوابق العلوية أو السفلية، فإنه تقرر إيفاد لجنة مستعجلة لمعاينة الأمر وتدبير حلول أنية له.
2 – التحقق بشكل مستعجل من أن جميع الطوابق السفلية مزودة بالماء الصالح للشرب.
3 – التعهد بربط الثقب الجديد قرب قناة روكاد بالشبكة المائية لتملالت في أجل أقصاه خمسة عشر يوما، في إطار حل جذري للمشكل القائم.
4 – الإتفاق على عقد اجتماع ميداني يوم ثالث أيام عيد الفطر المبارك، على الساعة العاشرة والنصف صباحا، بحضور السيد المدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والسادة المسئولين المحلين، وممثلي الهيئات الحاضرة بهذا الاجتماع.
عذراً التعليقات مغلقة