زهراء لبيدير –
يعبر المواطن البيضاوي و زوار المدينة و كل مستعملي خطوط حافلات نقل المدينة يوميا عن سخطهم العارم من الحالة المزرية التي تجوب بها حافلات الشركة جميع شوارع عمالات الدارالبيضاء العاصمة الاقتصادية، و تربط بينها و بين المدن و العمالات المجاورة.مؤكدين أن وضعية الحافلات المستعملة لا يصلح لنقل الركاب، ناهيك عن الأعطاب المتكررة، و تآكل هياكل معظمها. و عبر أحد المواطنين للمغرب الحر أن ركوبه بإحدى العربات المجرورة بالدواب يكون أريح و أسلم في بعض الأحيان، نظرا لتهاطل الأمطار داخل الحافلات المهترئة و تسرب الرياح من الأبواب و النوافذ يجعل المواطن يتساءل عن دور قسم الصيانة المكلف بمراقبة الحافلات و إصلاح الأعطاب بشكل يومي، و عن دور الإدارة في تتبع أشغال قسم الصيانة و السماح لحافلات تتكلف بنقل المواطنين بهذا الشكل الحاط من كرامة الإنسان.
هذا، و عند توصلنا بمجموعة من المراسلات من مواطنين يستعملون حافلات نقل المدينة للتنقل بغرض العمل أو الدراسة على الخصوص، تنقلنا و كلفنا بعض المراسلين لاستجداء الحقيقة، فعبر لنا أحدهم أن إحدى حافلات خط 900 الرابط بين سيدي بليوط و حي الراشدية بمدينة المحمدية قد اضطرت للتوقف بسبب عطب بمحركها أمام المركب الصناعي عكاشة، لينزل كل الركاب من الحافلة المذكورة في انتظار وصول حافلة أخرى لنقلهم لمدينة المحمدية، فركبوا فعلا حافلة أخرى اضطرت لدورها للتوقف قرب شاطئ بالوما، هنا عم سخط و استنكار المواطنين لهذا الاستهثار الكبير و تقزيم كرامة المواطن الذي اضطر لركوب حافلة ثالثة في نفس الرحلة، لكن الاستغراب يعم الحافلة مرة أخرى حين توقفها أمام ” دوار لشهب ” . إنه العبث بكل تجلياته، و عدم الاكثرات لصحة و كرامة المواطن، و عدم إعطاء أي اهتمام لوقته الثمين، هنا تعالت صفحاتهم مطالبين بتدخل المسؤولين بشكل عاجل، خاصة وأن الموسم الدراسي قد انطلق قبل أيام.
تدهور وضعية الحافلات جعلنا ننقب وراء ملف شركة نقل المدينة و العقدة التي تربطها بمجلس مدينة الدارالبيضاء، و كذا دفتر الحملات الذي بموجبه رخص للشركة لتقوم بخدماتها العمومية الموجهة للمواطنين بشتى شرائحهم، فوجدنا أن العقدة التي تجمع الطرفين تنتهي شهر أبريل 2019، و أن الشركة لم تعد تحترم ما جاء بدفتر التحملات، لا من ناحية الجودة، و لا من ناحية احترام عدد الحافلات التي تعاقدت على توفيرها بكل خط من خطوطها، و لم تعد تهتم بأي صيانة مكلفة ماديا، و جعلت من سياسة الترقيع مسلكا لتوفير مزيد من الأرباح باللحظات التي تعرف احتضارها بالعاصمة الاقتصادية. فهل من مسؤول بمجلس جماعة المدينة يتدخل لتوقيف هذا الاستهثار بالقانون و عدم احترام البنود المسجلة بدفتر التحملات ؟؟؟ أم أن المواطن يبقى بدون كرامة و بدون احترام إلى إشعار آخر؟؟؟ و يبقى مرغما على الرضى بالواقع المو، و يبقى الوضع كما هو عليه إلى إشعار آخر.
عذراً التعليقات مغلقة