زهراء لبيدير –
أثار رئيس المجلس الجماعي لعين حرودة التابع ترابيا لعمالة المحمدية على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قضية قد تفضح رؤوسا قد أينعت و حل موسم قطافها، و كشف المستور عن جانب من جوانب الفساد الإداري الذي ظل يخيم بدهاليز الجماعة المذكورة. و أكد أنه كان على موعد لفتح أظرفة الطلبات التي تقدمت بها بعض الشركات للاستفادة من استغلال فضاء بيع الأغنام بالمنطقة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، و ذلك في إطار الشفافية و المصداقية. لكن تفاجأ السيد الرئيس و بعد فتح الأظرفة أن هناك ثلاث طلبات مقدمة فقط من طرف ثلاث شركات على غير العادة، و المفاجأة الثانية هي قيمة هذه الطلبات التي نزلت بقدرة قادر من 350000 درهم بالسنة الماضية إلى 87000 درهم فقط كأعلى قيمة هذه السنة، و قد تقدمت بها نفس الشركة الفائزة بسمسرة السنة الماضية، مما طرح أكثر من علامة استفهام : ترى ما السبب الذي جعل عدد طلبات العروض يتقلص؟ و ما السبب الذي يجعل ميزانية المجلس تخسر أكثر من 260000 درهم خلال هذه السنة؟؟؟!! الأمر الذي جعل أعضاء المجلس يمنحون رخصة الاستغلال للشركة التي تقدمت بأعلى قيمة نظرا لضيق الوقت الفاصل بين ساعة الاجتماع و عيد الأضحى، و نظرا كذلك لأنه ليس هناك متسع للوقت لعقد اجتماع آخر و دراسة طلبات أخرى.
و يضيق السيد الرئيس محمد هشاني أن أحد المواطنين قد نبهه مباشرة بعد انقضاء الاجتماع إلى كون جلسة فتح الأظرفة كانت مطبوخة بين بعض الأعضاء الذين عملوا على تسلم ثلاث طلبات فقط، و تم طرد باقي الشركات من أمام مقر الجماعة و منعها من حضور الاجتماع و إبعادها عن المنافسة الشريفة، و كل هذا خدمة للشركة المستفيدة بالتحايل و الغش.
عاد السيد الرئيس لمقر الجماعة، و طلب مشاهدة التسجيلات المصورة عن طريق كامرات المراقبة الميدانية، و كانت المفاجأة : تم فعلا طرد مجموعة من الشركات و منعها من حضور المنافسة الشريفة، و كذا حصول الشركة المستفيدة بشكل غير تنافسي على رخصة استغلال فضاء بيع الأغنام ” الرحبة ” بقيمة تضيع على ميزانية المجلس الجماعي أكثر من 260000 درهم مقارنة مع السنة الماضية.
و تفيد بعض المصادر الموثوقة بأن السيد الرئيس محمد هشاني قد أبلغ رئيس النيابة العامة بابتدائية المحمدية بما يحدث بكواليس الجماعة المذكورة، و طلب منه فتح تحقيق في الموضوع اعتمادا على الشرائط المصورة و التي تثبت تورط بعض الموظفين و الأعضاء بعدم احترام المؤسسة و عدم احترام القانون العام للجماعات الترابية.
معطيات ربما تشكل زلزالا قد يكشف عن هشاشة أرضية الجماعة، و يورط عناصر تكيل بمكيالين، و تتعطش لسرقة المال العام بطرق ملتوية لفائدة جهات تؤمن بمبدأ ” عطيني نعطيك”، و لتذهب المصلحة العامة للجحيم.
هذا موقف آخر يبين بجلاء نزاهة السيد محمد هشاني الذي ترأس المجلس الجماعي لعين حرودة خلال الانتخابات التشريعية الماضية، و الذي طالما لوح باستقالته من رآسة المجلس، باعتبار أنه لا يحب الاصطياد في المياه العكرة، و لا يريد أن يشتغل في بؤرة من الفساد.
لنا عودة للموضوع.
عذراً التعليقات مغلقة