الخبير الرياضي محمد ساكا و رئيس قسم مرتيل عن جريدة المغرب الحر رشيد بوعودة –
” الحكام – مسيرة ومسار ” برنامج جديد يعرف بحكام المستديرة أو قضاة كرة القدم، رجال قدموا الشيء الكثير للعبة التي غزت العالم، و استأثرت باهتمام نصف ساكنة الأرض، اللعبة التي تشد الأعصاب، تفرح و تبكي في آن الوقت، شخصيات صنعت الفرجة، دون أن تحضى بتكريم أو تحصل على جائزة.
يسلط البرنامج الأضواء في حلقته الثالثة على الحكم الراقي و الكبير ” محمد سليمان “.
هناك أناس يسبحون في إتجاه السفينة … وهناك أناس يضيعون وقتهم في إنتظارها
أبدا لا يؤمن بالقعود مكتوف اليدين في إنتظار سفينة الفرصة , و لا يعطي الفرصة لشجرة حظ قد تجود عليه بخير ما أثمرت … بل يصنع مستقبله بيديه و يحقق أمانيه بقوة عزيمته و إصراره ،لا يسمح للتكاسل أن يسبح في بركة أفكاره ولاللتخاذل أن يعشش في مساحات خياله،
هو رجل يقاس بألف رجل و شخص يوزن بالدهب , حديثه غني بالفائدة ، محشو بالنكتة و الدعابة ،صديق من لا صديق له و صديق من له صديق ،لا تجده وحيدا أبدا إلا على سجاد الصلاة وهو يؤدي صلاته منفرداً .
كل من يعرفه يجزم بأنه المقرب من أصدقائه وزملائه وحتى تلاميذه ، صاحب رسالة هادفة ونبيلة و حامل هم تربية أجيال الغذ ،في المدرسة تجده يعلم و يربي وفي الإجتماع الأسبوعي للحكام تتابعه وهو الحريص على تقويم الأخطاء و تلقين الدروس و تصحيح المسار ، وبالملعب قائد و مدير لمباراته بحكمة الرجل و ذكاء الحكم المتفطن لكل جزئيات اللعب ،
اتصلنا به وهو المعروف بكرمه و المتميز بجوده و صاحب الأخلاق الطيبة و السيرة العطرة بين الناس ، لم يتردد لبرهة واحدة في قبول الدعوة ، فجلسنا نخوض في عبق الماضي وننهل من عظيم سيرته ،
محمد سليمان ذو 42 ربيعا من مواليد مدينة تطوان ، حاصل على الإجازة في التاريخ و دبلوم المركز التربوي الجهوي بوجدة يشتغل أستاذا لمادة الإجتماعيات ،
كانت الصدفة هي من جيئت به للتحكيم حيث كان برفقة صديق الدراسة و الهواية خالد رامي و تابعوا إعلانا خاصا بفتح مدرسة للتحكيم ،
لم يتردد ضيفنا في تسجيل لوازم الإنخراط و أخذ ملفه جاهزا ليصبح حكما تلميذ متمدرسا بمدرسة التحكيم سنة 1996 صار حكم عصبة ،سنة 2001 جاءته فرصة إجتياز إختبار الترقية لحكم متجول بين العصب ( حكم وطني من الدرجة الثانية حاليا ) لكن ظروف العمل و لأنه تعين حديثا كأستاذ لم تسعفه في المشاركة بالإختبار ،
2005 تعاد المناسبة و تتاح الفرصة مرة أخرى لإجتياز اختبارالترقية و لأنه قناص الفرص و سيد الإمتحان حيث لا يهان فحصل على الرتبة الأولى ضمن المشاركين بالإمتحان الوطني للترقية
سنة 2006 ،و إلى غاية 2010 مارس كحكم مساعد إلى جانب خيرة الحكام بعصبة الشمال منهم عبد الله بوليفة، الترجيستي ، المكناسي، و رشيد صمري وغيرهم ، سنة 2010 منحته الجامعة الملكية لكرة القدم شرف قيادة ثلاثي التحكيم كحكم رئيسي ،سنة 2012 تولى قيادة المباراة النهائية لبطولة الأمل ،سنة 2013 تمت ترقيته – نظير أدائه الكبير و المتميز على رقعة الملعب – حكم فيدرالي لتسند له إدارة مباريات القسمين الأول و الثاني الإحترافي وكانت أولى مبارياته أن قاد مباراة نهضة بركان # حسنية اكادير ،
ومن المؤطرين الذين ساهموا في تكوينه و صقل موهبته فعلى المستوى المحلي الحاج عبد المومن البوري ،عبد الخالق أعراب ،محمد المرون ، عبد السلام برحومة ،عثمان سوسو و على المستوى الجهوي مصطفى أمغار ، المختار بوزيان ،عمر لخضر ، عبد الله بوليفة وعلى المستوى الوطني الحاج الكزاز ، العرجون عبد الرحيم عبد الله الفارق المتمني و البرهمي و يحيى حدقة وكل من معه بالمديرية الحالية .
يعمل رئيسا لجمعية حكام تطوان لكرة القدم .
ونحن ننهي اللقاء و نطوي أوراق جلستنا ،طلب منا أن نوجه رسالة للحكام الشباب المبتدئين والجيل الصاعد عبر هدا المنبر المبارك وقال الصبرثم الصبر ثم الصبر ويمكن أن ترى أن مجهودك و عملك لم يعطي نتيجة على المدى القريب ولكن متأكد و على يقين أن في ميدان التحكيم ما عليك سوى بالإجتهاد و الإجتهاد وستصل لا محالة لمبتغاك ،عليك بالتداريب و المثابرة و الرضا بما قدره الله
كانت وقفة ممتعة و جلسة رائعة و نحن ننبش في مسيرة حكم يحلم و يحقق الحلم وهو راض بقسمة الله .
إنتظرونا في الحلقة الثالثة للبرنامج لتسليط الضوء على ضيف الأسبوع ،الحكم الوطني نورالدين أنبارو ،عن عصبة الدار البيضاء الكبرى.
عذراً التعليقات مغلقة