تحرير محمد ساكا
تغطية رشيد بوعودة
” كتب رجل لحكيم يقول لِم تبخل على الناس بالكلام ؟ فقال الحكيم : إن الخالق سبحانه وتعالى قد خلق لك أذنين ولساناً واحداً لتسمع أكثر مما تقول , لا تقول أكثر مما تسمع . ”
هادئ أكثر من كل الذين عرفتهم و صامت أكثر من متكلم ، تجده مستمعا إليك و منصتا بتمعن كبير و حاضرا عندما تتحدث إليه ، متتبعا و ملما بكل تفاصيل و جزئيات الكلام .
يستحيل أن يقاطعك و أنت المتحدث و يستحيل أن يدير ظهره لكلامك و أنت توجه له معنى الكلام .
تسأل أولائك الذين يعرفونه فيجيبونك أنه خير الناس ، فتستفسر أولائك الذين عاشرونه عن قرب فيقولون لك أنه أصدق الناس و أحسن الناس و أروع الناس . في العمل رجل مسؤول و عملي ، وفي البيت خير راع لرعيته و خير أب لأبنائه و مع أصدقائه خير ونيس و خير رفيق و بالملعب خير عادل ومنصف .
لسنا نبالغ و نحن نصفه برجل زمانه و الصادق في قوله وفعله و الأمين في أهله و سربه و الوفي لصاحبه وغيره ، لا يعرف للكذب مجالا و لا للخيانة مكانا و لا للغذر موطئا و لا للإستسلام و الضعف صحبة .
اتصلت به راجيا لقائه و محادثته و إعداد جلسة للنبش في ماضيه و الغوص في أعماق حياته ، أبدا لم يتردد و لم يمانع فكان مرحبا و كريما مضيافا ، تحدثنا في الماضي و جبنا سويا حاضره و عالمه و تركتنا لمدبر الأمر حال مستقبله.
إنه الحكم الوطني الهادئ رشيد صمري المزداد بمدينة شفشاون سنة 1977/09/18 ذو 41 صيفا ، حاصل على الإجازة في شعبة الجغرافيا ، حاصل على دبلوم تقني في المعلوميات وحاصل على السنة الثانية شعبة الحقوق .
يعمل موظفا بسلك الأمن الوطني برتبة مفتش ممتاز . متزوج وأب لطفلين رائعين ولد و إسمه المهدي 08سنوات و بنت إختار لها من الأسماء آية ستة سنوات .
كما أقرانه و صغار السن أمثاله عشق المستديرة و حب الكرة فداعبها بالحي إلى أن التحق بفريق طلبة تطوان لكرة القدم ومارس بفئاته السنية و حتى الكبار .
وذات يوم وهو يحضر اجتماع لفريقه بأحد مقاهي المدينة و هو يستمع لنصائح و توجيهات مدربه لمح بعين الصدفة إعلانا يهم الراغبين في ولوج التحكيم، راودته فكرة المغامرة و تجربة الصافرة.
خرج من المقهى وباله مع ما جاء بفحوى الإعلان وشغله و تفكيره ولوج مدرسة التحكيم. لم يتردد فعزم و توكل على الله و جمع لوازم التسجيل و الإنخراط ، لتبدأ روايته و حكايته مع التحكيم وكان ذلك سنة 1995 بعد سنة من التعليم و التحصيل و التعرف على قوانين و قواعد اللعبة حصل على شرف التخرج و يحمل صفة عصبة سنة1996
بعد أربع سنوات من الممارسة بأقسام العصبة الجهوية و الاحتكاك ببطولاتها أتيحت له فرصة اجتياز اختبار الترقية لحكم متجول بين العصب فحصل على الشارة الوطنية بامتياز وكفاءة .
مسيرة كانت حافلة بالمباريات المهمة والحاسمة سواء في أقسام الهواة الأول والثاني وحتى بعض المقابلات في المجموعة الوطنية التانية….. حصل على لقب أحسن حكم في عصبة الشمال 3 مرات.
لازالت مسيرة حكمنا مستمرة و متواصلة و معها التحدي و الاجتهاد و العمل الدؤوب لتمثيل التحكيم على مستوى عصبة الشمال لكرة القدم خير تمثيل.
وهو يمارس معشوقته و يجول بملاعب المغرب الحبيب لم ينسى أبدا أصحاب الفضل و أهل الخير و أساتذته الذين ساهموا في صقل موهبته و إصلاح أخطائه منهم على سبيل المثال الأساتذة الأفاضل عبد المومن البوري – عبد الخالق اعراب – محمد المرون – عثمان سوسو – البقالي مصطفى – عبد السلام برحومة ٠٠٠ على المستوى المحلي و عديد الأساتذة على المستوى الجهوي و الوطني ……
إنتظرونا في الحلقة السابعة للبرنامج لتسليط الضوء على ضيف الأسبوع ،الحكم الوطني المرحوم خليفة ناهي
عذراً التعليقات مغلقة