ضاع الحال بين القيل والقال

رشيد بوريشة5 سبتمبر 2018
ضاع الحال بين القيل والقال
ضاع الحال بين القيل والقال

الإعلامية حنان ترك الشمري / أقلام حرة ـ المغرب الحر

ضاع الحال بين القيل والقال، هكذا هي حياتنا تحكمها الاعراف والتقاليد والشرائع وقانون الشارع واحكام الطبيعة ودساتير البيئة الظالمة … فكل يصدر حكمه … وكل له رأيه… وكل له تصريحه … لمن ارضي … وكيف تنجو من كلام هذا ونقد ذاك … لا البس الا مايعجبهم ويرتضون له … لا اكتب الا ما يريدونه … لا اكل الا بحساب اتحسبه منهم … لا انهض الا باشارتهم لا انام الا بامر منهم … وكل ذلك لم انجو منهم … لم اخلص من كلامهم … اصبح القيل والقال حبل عريض التف حول عاتفي … لا مفر منه … كيف السبيل للخلاص… كيف النجاة … وكل يوم يزداد هذا الحبل متانة وتزداد تلافيفه وعقده فتخنقني … اذا سلمت على احد تكلموا وقالوا واذا وقفت مع احدهم تكلمت تلك ونمت هذه واغتابوا هؤلاء … لو اشتريت قالوا من اين لها … لو تكافئت قالوا لها معارفها لو دعيت الى مكرمة قالوا لا تستحق لو نشرت قالوا كيف نشرت … لو غطيت حدثا انهالت اقلام النقد اللاذع والنشط حتى يسقطوا ما عملت … في البيت في الشارع لا راحة لي … كيف نشغل الناس عن القيل والقال … متى نلتحق بركب من سبقونا في العالم الخارجي بالعلم والثقافة … فأنا على يقين انهم لم يتقدموا ولم ينالوا الحضارة الا بعد تركهم القيل والقال .. فكل يعمل مايريد وكل يفعل مايشاء … لا نميمة ولا غيبة ولا نفاق ولا تعدي على حقوق الغير … حدثني رجل صديق حيث ذهب يوما مسافرا الى ايطاليا … وكان هذا الشخص وسيما … وحمل معه احلى البدلات ظنا منه ان وسامته سيستخدمها فيغزوا شوارع روما بها وبذا ينافس كازنوفا … فيصبح فتى نابولي الوسيم … المهم ما ان حطت اقدامه على الاراضي الايطالية حتى صدم بارض الواقع .. ارض الحياة الحقيقة والتي تقوم على دع الخلف للخالق … لم ينظر احد اليه لا شابة ولا سيدة ولا حتى العجوز الشمطاء منهم … مما ثار حفيظته وراح يبدل بدلاته الواحدة تلو الاخرى والتسريحة بعد تسريحة ولا جدوى …عندها لما استياس راح يسال السبب فاجابه احدهم وقال له … اتريد احد ما ان ينظر لك .. قال نعم … قال وكيف تسمح له … فكل واحد له مملكته وإن حاول احد ان ينال من هذه المملكة فمن حقك ان تقاضيه حتى لو تعدى بالنظر اليك … تلكم هي حياتهم … كل له عالمه وانجوا بانفسهم من القيل والقال وارتاحوا وارتاحت انفسهم وبالهم … فنظروا الى ماهو اهم … وهو البحث عن السعادة … سعادة الغير والبشر والحيوان … كل على حد سواء.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة