عبد الاله رشقي –
في بداية المقالة أتوجه الى كافة المجتمع المغربي بالتعازي الحارة وخصوصا أسر ضحايا فاجعة انقلاب القطار بمنطقة بوقنادل، ونسأل العلي القدير أن يتغمد الموتى برحمته ويشفي كل المصابين وأن يجعلها أخر الاحزان، إن تطرقي لهذه الفاجعة لا يأتي لتحميل المسؤولية لأحد معين بل هو فقط ملاحظات استسقيتها مما وقع يوم الحادث والذي من شأنه أن يجسد الواقع الحقيقي للمواطن المغربي بين التكافل والتضامن وبين الاستغلال وانعدام الرحمة، هما وجهان مختلفا لكن لعملة واحدة و هي المجتمع المغربي و أنهما وللأسف الشديد يجسدان واقعنا المعاش و الذي لن تكون لنا القدرة على تفنيده أو حتــــى تأكيده، و بالتالي الم يحن الوقت للعدول عن بعض التصرفات و التشبث بأخرى؟ هل مازال لنا الحق في انتقاد مسيرينا وسياسيينا –بعدما رأيناه- عن تصرفاتهم التي تنُمُ عن استغلال المناصب والنفوذ لأجل المصلحة الذاتية –أكيد نحن لا نعمم-؟ وهل حقا نحن أمة متكافلة متضامنة يجمعها الدين والأصل والوطن وحتى العرق في الغالب؟
إن ما وقع بمنطقة بوقنادل لأمر يحز في النفس ويجعلنا نطرح عشرات الأسئلة حول مجموعة من الأمور منها ما يدور حول البنية التحتية والمنظومة المؤسساتية التي تؤسس المجتمع ككل سواء من حيث التكافل او من حيث الانانية والانفرادية، وبالتالي قد نقول إن ما وقع يوضح بالملموس الفشل الذريع لمجموعة من المؤسسات العمومية والخاصة والهيئات في الحفاظ على الموروث الثقافي والفكري وفي ترسيخ ضوابط وتواثب المجتمع الواحد القادر على التعاطي مع مختلف ما يقع داخل المجتمع المغربي.
في الجانب المشرق مما حدث في مأساة بوقنادل هو ذاك التكافل و التضامن الذي حدث بين بعض مكونات المجتمع والتي سارعت في تلبية أول نداء للتبرع بالدم، ثم توفير المبيت لأسر الضحايا التي لا تقطن بالرباط أو القنيطرة ثم توفير النقل المجاني لأسر الضحايا وبعض المسافرين بغية التخفيف ولو قليلا من معاناتهم التي كانت قد تكون من نصيب أي فرد مناَ، و هذا كله لا يجعلنا إلا أن نفتخر بكينونتنا و تكافلنا الذي ظهر جليا في ما وقـع، و بالمقابل ظهور ممارسات التي من العيب و العار أن تنسب لمجتمع أساسه التكافل و التضامن والوحدة في كل شيء، و التي أسرد منها ما وقع من نهب و سرقة للأموات قبل الاحياء للمعطوبين قبل الاصحاء داخل وحدات قطار الحادث، بالإضافة الى استغلال الظرفية من طرف أصحاب النقل العمومي و خصوصا سيارات الأجرة و التي بلغ جشعها الى مضاعفة أثمنة التنقل الى ثلاث أو أربع مرات مما زاد من معاناة أهل المعاناة من دوي الضحايا دون رحمة أو شفقة، أيضا في الجانب الأسود للحادث لن نخلي المسؤولية من دمة بعض مؤسسات الدولة من فرق الإنقاذ و أيضا السلطات و غيرها من المؤسسات المعنية لعدم قدرتها أو تماطلها في الوصول بسرعة كبيرة بعد إخطارها بوقوع الحادث و الذي كان من شأنه أن ينقد أرواحا قبل فوات الأوان، بالإضافة الى المؤسسة الوصية على هذا النوع من المواصلات الذي من واجبها القيام بالمراقبة و الصيانة، و أيضا ان تكون سباقة لمعالجة مجموعة من الاعطاب التي قد تقع، أكيد الكل مسؤول من موقعه و حسب مكانته لكن اليس من الضروري القيام بوقفة مع الذات لتحديد ماذا وقع وما قد يقع؟.
أكيد ما وقع قد وقع لكن هذه الواقعة من المفترض أن تحرك فينا بعض الأشياء الداخلية لدينا كمجتمع، ونوجه الأسئلة لأنفسنا قبل توجيهها للأخرين، هل إذا كنا نطالب بمسؤولين وطنيين ويفكرون فالمصلحة العامة ويفكرون بالاخرين، هل نحن كأفراد يتوفر فينا ما نطالب به غيرنا؟ وبالتالي هل نحن قادرون على العيش بتكافل وتضامن يؤمن لنا على الأقل عدم أذية بعضنا البعض، تبقى هي أسئلة تجول في خاطري أبحث لها عن أجوبة والزمن وحده كفيل بالإجابة، لكن سأختم بسؤال للجميع الى أين الوجهة أيها المجتمع المغربي؟؟؟؟
عذراً التعليقات مغلقة