أبو رضى –
يبدو أن الرئيس الأمريكي قد خرج عن المعتاد، و غير استراتيجية تحكم البيت الأبيض في منطقة الشرق الأوسط و المناطق الإسلامية و العربية، و أظهر بكل جرأة للعالم بإسره نوايا القيادة الأمريكية في تقزيم الكيان العربي و الإسلامي، و ذلك دون أن يكثرت بالصوت العربي و الإسلامي، و قوة الاحتجاج و التضامن العربي الإسلامي لنصرة القضايا العربية و الإسلامية، كما أنه كان جريئا في إبراز حقده و رغبته في محو الوجود العربي و القيم الدينية الإسلامية.
نشر اليوم الجمعة 02 أكتوبر الرئيس الأميركي تغريدة على حسابه الخاص بالتويتر، و أكد من خلالها أن العقوبات آتية، و أن البيت الأبيض سيفرض عقوبات قاسية على إيران، مبينا أن تاريخ 05 نونبر 2018 هو موعد انطلاق فرض الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على طهران، بعد أن تم رفعها وفق الاتفاق النووي عام 2015. و من جهة أخرى أكدت الخزانة الأميركية أنها قد نبهت شبكة سويفت العالمية من التعامل مع مؤسسات مالية إيرانية محظورة، و سوف تخضع لعقوبات قاسية في حالة رفض هذا القرار، كما أكد ستيف منوتشين وزير الخزانة الأمريكي أن العقوبات الأميركية على إيران تشمل 700 شخص ومؤسسة، حيث فرضت الحزمة الأولى من العقوبات على 400 منها، فيما ستضيف 300 شخص ومؤسسة أخرى إلى لائحة المعاقبين من طرف البيت الأبيض، و على إيران الالترام ب 12 شرطا من أجل رفع العقوبات عليها، من بين هذه الشروط :
– الكف عن دعم الإرهاب.
– وقف التدخل العسكري في سوريا.
– الكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة عموما.
– وقف البرنامج النووي والصاروخي بشكل كامل…
تأتي هذه العقوبات بعد أن تأكد الانسحاب الرسمي لأمريكا من الاتفاق النووي مع إيران يوم 8 مايو 2018، و أكد ترامب أنه لا يعترف بهذا الاتفاق، الذي اعتبره اتفاقا أحاديا و خطيرا، و أنه لم يحقق أي تقدم للسلام في المنطقة.
هل نعتبر ترامب حريصا على نشر السلام و الهدوء في الشرق الأوسط بعد فرضه لعقوبات اقتصادية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ هل يعتبر تضييق الخناق على سوريا و اليمن و لبنان و العراق و فلسطين … يأتي بدافع حرص أمريكا القوي على نشر السلم و السلام بالمنطقة؟ كيف يعطي ترامب لنفسه حق هضم حقوق الفلسطينيين و نقل قنصلية الكيان الإسرائيلي للقدس الشريف وسط صمت مطبق للدول العربية و الإسلامية بمشارق الأرض و مغاربها؟ كما تابع الرأي العام العالمي تعمد ترامب إهانة سيادة المملكة العربية السعودية التي خذلت الأمة الإسلامية، و اكتشف العالم خضوعها و تبعيتها للبيت الأبيض، و كيف تزوجت بها و جعلتها خادما مطيعا لسيادته العدوانية منذ غزو قوى التحالف للعراق، و بعدها ليبيا… ، و مساندتها لأمريكا في كل خلافات و صراعات المنطقة؟
يبدو يا سادة، أن ترامب قد اكتشف أن لا شخصية لقادة الدول العربية و الإسلامية، و لا وجود و لا سياسة لها، و اكتشف أنه لا يوجد داع العزف على أوتارها الحساسة من مواقع الاختباء، و نهج السياسات الغير مباشرة، حيث أكد بالعنوان العريض ” حتى مسلم ولا عربي ما يهز الراس ” ، و ضرب لهم المثل بالعربية السعودية، فأكد لهم جميعا أنه لا وجود لأمة يسخط عنها البيت الأبيض لأكثر من أسبوعين رغم ثرائها و غناها، و أكد للعالم أن السعودية لا تملك حق رد الاعتبار، و إلا جرت على نفسها ويلات الغضب الأمريكي، هنا يؤكد ترامب لكل المسلمين أنهم يدفعون ضرائب الحج و العمرة لأمريكا بدلا من السعودية، و أنهم جميعهم في خبر كان، و لا سلام تستهدف أمريكا بمنطقة الشرق الأوسط، و لا حقوق لأي إنسان عربي أو مسلم تهمها، و أنها تشجع الحروب و الإرهاب و الصراعات، و تهاجم المعالم و التاريخ و الدين الإسلامي بكل أنواعه، و تشجع التقليل و التنكيل و الاستيطان اليهودي بالمنطقة… تشجع هدم المدارس و المستوصفات، و إبادة الأطفال.
من كل هذا، يرسل لنا ترامب رسالة واضحة غير مشفرة، بأن كل العرب و المسلمين يسكنهم خوف الأسياد، و لا يملكون جرأة التحدي. و بدوري أرسل رسالة واضحة لكل القادة العرب، إنكم خنتم العهد، و تركتم الجهاد، و انفصلتم عن جلودكم، و جعلتهم الفرقان غريبا، فليس ترامب أو السياسة اليهودية من تتميز بالقوة، بل أنتم من بعتم دينكم بدنياكم، و صرتم رقيقا بعد أكثر من 1400 سنة بعد الهجرة.
تصبحون على خير.
عذراً التعليقات مغلقة