تأتي هذه العقوبات بعد أن تأكد الانسحاب الرسمي لأمريكا من الاتفاق النووي مع إيران يوم 8 مايو 2018، و أكد ترامب أنه لا يعترف بهذا الاتفاق، الذي اعتبره اتفاقا أحاديا و خطيرا، و أنه لم يحقق أي تقدم للسلام في المنطقة.

هل نعتبر ترامب حريصا على نشر السلام و الهدوء في الشرق الأوسط بعد فرضه لعقوبات اقتصادية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ هل يعتبر تضييق الخناق على سوريا و اليمن و لبنان و العراق و فلسطين … يأتي بدافع حرص أمريكا القوي على نشر السلم و السلام بالمنطقة؟ كيف يعطي ترامب لنفسه حق هضم حقوق الفلسطينيين و نقل قنصلية الكيان الإسرائيلي للقدس الشريف وسط صمت مطبق للدول العربية و الإسلامية بمشارق الأرض و مغاربها؟ كما تابع الرأي العام العالمي تعمد ترامب إهانة سيادة المملكة العربية السعودية التي خذلت الأمة الإسلامية، و اكتشف العالم خضوعها و تبعيتها للبيت الأبيض، و كيف تزوجت بها و جعلتها خادما مطيعا لسيادته العدوانية منذ غزو قوى التحالف للعراق، و بعدها ليبيا… ، و مساندتها لأمريكا في كل خلافات و صراعات المنطقة؟

يبدو يا سادة، أن ترامب قد اكتشف أن لا شخصية لقادة الدول العربية و الإسلامية، و لا وجود و لا سياسة لها، و اكتشف أنه لا يوجد داع العزف على أوتارها الحساسة من مواقع الاختباء، و نهج السياسات الغير مباشرة، حيث أكد بالعنوان العريض ” حتى مسلم ولا عربي ما يهز الراس ” ، و ضرب لهم المثل بالعربية السعودية، فأكد لهم جميعا أنه لا وجود لأمة يسخط عنها البيت الأبيض لأكثر من أسبوعين رغم ثرائها و غناها، و أكد للعالم أن السعودية لا تملك حق رد الاعتبار، و إلا جرت على نفسها ويلات الغضب الأمريكي، هنا يؤكد ترامب لكل المسلمين أنهم يدفعون ضرائب الحج و العمرة لأمريكا بدلا من السعودية، و أنهم جميعهم في خبر كان، و لا سلام تستهدف أمريكا بمنطقة الشرق الأوسط، و لا حقوق لأي إنسان عربي أو مسلم تهمها، و أنها تشجع الحروب و الإرهاب و الصراعات، و تهاجم المعالم و التاريخ و الدين الإسلامي بكل أنواعه، و تشجع التقليل و التنكيل و الاستيطان اليهودي بالمنطقة… تشجع هدم المدارس و المستوصفات، و إبادة الأطفال.

من كل هذا، يرسل لنا ترامب رسالة واضحة غير مشفرة، بأن كل العرب و المسلمين يسكنهم خوف الأسياد، و لا يملكون جرأة التحدي. و بدوري أرسل رسالة واضحة لكل القادة العرب، إنكم خنتم العهد، و تركتم الجهاد، و انفصلتم عن جلودكم، و جعلتهم الفرقان غريبا، فليس ترامب أو السياسة اليهودية من تتميز بالقوة، بل أنتم من بعتم دينكم بدنياكم، و صرتم رقيقا بعد أكثر من 1400 سنة بعد الهجرة.

تصبحون على خير.