القنوات التلفزية المغربية ورأس السنة ..حليمة وعادتها القديمة

رشيد بوريشة19 ديسمبر 2018
القنوات التلفزية المغربية ورأس السنة ..حليمة وعادتها القديمة
القنوات التلفزية المغربية ورأس السنة ..حليمة وعادتها القديمة

الدكتور محمد الوادي / م . المغرب الحر

مع اقتراب رأس السنة الجديدة جندت القنوات التلفزية المغربية كل إمكاناتها المادية والبشرية من أجل ليلة. نيران التنافس اشتعلت بين هذه القنوات رغم أنها تدور في فلك قطب واحد. هو السابق المحموم الذي لا تبدأ مسافات الطويلة والقصيرة إلا في مثل هكذا مناسبة. كنا نتمنى أن يشتد وطيس المعركة، وسباق المسافات من أجل تقديم الجيد والهادف والثقافي والفني والاجتماعي للمشاهد المغربي ، وليس لنا ساعتها أي اعتراض على سهرة الشيوخ والشيخات وصاحبات الأرداف المجلوبات بالعملة الصعبة من دول شقيقة التي تقصفنا بهذه المدافع الثقيلة.

أموال باهضة تصرف على ليلة وفي ليلة، وحينما نطالب ببرامج ثقافية والتي لا تكلف إلا النزر القليل يتحجج القيمون على القطب والجزر وكل الخرائط الإعلامية بضعف الإمكانيات المادية وأن ميزانية الإنتاج لا تلبي الطموح.

سياسة الدولة في الإعلام ضبابية ومعتمة. وهي سياسة تتحكم فيها أيادي خفية تتجاوز الوزارة المعنية. وهي سياسة بئيسة تخدم مصالح خاصة، وتضبِّع المتلقي، وتكرس الصور النمطية الإعلامية المتجاوَزة. اهلا نعيش في قطب إعلامي خارج التاريخ، وخارج المنظومة الإعلامية التي تتطور بشكل فظيع، وكأن قطبنا الإعلامي ينتمي إلى العصور المظلمة.

مع كل نهاية سنة ميلادية وبداية أخرى ترتفع الأصوات الشريفة منددة بالتوجه المنحرف لإعلامنا المرئي ولكن لا حياة لمن تنادي. وتمر رؤوس السنوات ومؤخراتها ويتغير العالم من حولنا بسرعة ضوئية وحليمتنا مخلصة لعادتها القديمة.


 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة